طاش والهيئة

عبده خال * - « صحيفة عكاظ » - 3 / 10 / 2006م


أدهشني عنوان خبر نشرته الصفحة الفنية بجريدة «عكاظ» في يوم الأحد الماضي، وكان العنوان: «الهيئة تؤكد إيقاف الحلقة الخاصة بها وفريق طاش مازال ينتظر الرد» وتشير ثنايا الخبر إلى أن مصدراً مسؤولاً في الرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أكد أن حلقة مسلسل طاش 14 والتي تتناول جهاز الهيئة لن يتم عرضها، وأن الرئاسة علمت بالحلقة في حينها واتخذت الإجراءات اللازمة لمنع عرضها وبذلت جهوداً في ذلك، وإزاء هذا المجهود فإن الحلقة لن تبث سواء كانت مفلترة أو غير مفلترة.

وسبب دهشتي خشية ذلك المسؤول من عرض حلقة تتعرض لمرفق حكومي بالنقد مما حمل الهيئة إلى بذل مجهودات لمنع عرض تلك الحلقة.

وللأسف الشديد يغيب على الكثيرين أن نقد جهاز هيئة الأمر بالمعروف لا يعني نقد الدين، وأن الأفراد المنتمين لهذا الجهاز هم بشر وليسوا أنبياء أو ملائكة، وإذا كنا نؤمن أن النقد هو الوسيلة الحقيقية لتلافي الأخطاء فإن الهيئة عليها أن تسعى لمعرفة عيوبها من باب «رحم الله امرءاً أهدى إليّ عيوبي».

أما في ظل الخشية وبذل المجهودات لإيقاف نقد يمثل الطرف الآخر فإن هذا يعنون بالحجر ويعنون أيضاً بعدم الثقة فيما يقدمه الجهاز الذي يخشى من النقد.

ولأن أي فعل إنساني هو معرض لنقص يوجب علينا المراجعة والوقوف عند الأخطاء والمساوئ.

كما أن ديننا يحمل لنا شهادات عظيمة في سعي الخلفاء لمن يراجع تصرفاتهم وسلوكهم وتقديم النصح، وهذا عمر بن الخطاب يقول: الحمد لله الذي جعل في الإسلام من يقومني بالسيف إن أنا أخطأت.

ولو كنت مسؤولاً في الهيئة لطلبت من مسلسل طاش ما طاش أن يقدم حلقة عن هذا الجهاز بدلاً من بذل المجهودات لمنع حلقة تلفزيونية سوف تبث وتهرب للسوق سواء أوقفت أم لم توقف.

كاتب سعودي