عبدالله بن بخيت كل من اطلع على بيان إمارة منطقة الرياض حول حادثة مقتل مواطن على يد رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سوف يطمئن أن العدالة ستأخذ مجراها وأن قيادة هذه البلاد تميز بوضوح لا لبس فيه بين التسامح والتهاون। فقد تم التحفظ على كل من شارك في عملية القتل من رجال الهيئة والمتعاونين معهم. كما سيبرهن هذا الحدث إن شاء الله عدالة القضاء في المملكة العربية السعودية. وأنا على ثقة أن الإعلام سيتابع أولاً بأول مجريات التحقيق والمحاكمة وسيكون على اتصال مباشر بأولياء الدم ليزود المواطنين بالحقائق تفادياً لأي إشاعات. لم يبقَ للرأي العام والمشتغلين عليه سوى النظر إلى المستقبل. فما حدث يمكن أن يكون درساً لا يعوض. في مقابلة أجرتها جريدة الجزيرة يوم الاثنين الماضي مع الشيخ عبدالله الغيث رئيس هيئة الأمر بالمعروف بمناسبة مقتل مواطن على يد رجاله يقول الشيخ معبراً عن رؤية الهيئة في التعامل مع الإعلام (يا سيدي॥ لرجال الهيئة حسنات كثيرة، ولعل سيئاتهم تنغمر في بحر حسناتهم. وهنا أتساءل: لماذا إذا حصل خطأ أو تجاوز يتم تناسي جميع الحسنات). من الواضح أنه يريد من الإعلام ذكر حسنات الهيئة إلى جانب سيئاتها. لا أتذكر أن قرأت مقالاً يذكر حسنات المرور أو يذكر حسنات البلديات أو يذكر حسنات هيئة سوق المال. أي جهاز أسسه ولاة الأمر لخدمة الناس مهمته الأساسية هي اجتراح الحسنات. الحسنات هي واجب الجهاز ومنتجه الأساسي. فإذا غابت الحسنات أو اختلت أو تناقصت ضجت الناس واحتجت في المجالس وفي الإعلام. لا أذكر أيضاً أياً من الإدارات المختلفة أن طالبت الإعلام بذكر محاسنها عند ذكر أخطائها من باب التوازن. لا أتذكر أن يطالب أي امرئ بمكافأة مديح على أداء واجبه اليومي. لك أن تتصور عدد الجرائم والمخالفات والكوارث التي يحبطها جهاز الشرطة أو جهاز المباحث أو الدفاع المدني في اليوم الواحد، تخيل بعد ذلك أن الإخوة في هذه الأجهزة يطالبون الإعلام ذكر محاسنهم إلى جانب أخطائهم كما تطالب الهيئة. إذا كانت حسنات الهيئة ستملأ نصف صفحة في جريدة، فإن مجرد الإشارة إلى حسنات أي من هذه الأجهزة الأمنية سوف يحتاج إلى تفريغ الصحف والمجلات والفضائيات لذكرها. يكفي بيان بأسماء الشهداء منهم لنقف على القيمة المتسامية والعظيمة لمعنى حسنات. لم تضج أو تتذمر الأجهزة الحكومية على جريدة الجزيرة عندما منحت الهيئة دون سواها صفحة أسبوعية كاملة تحرر بالكامل من قبل الهيئة نفسها. يستطيع الإخوة في الهيئة أن يكتبوا حسناتهم بأيديهم وبالكيفية التي يريدونها. علماً أن عدد الكتابات التي تنتقد الهيئة في هذه الجريدة لا يتجاوز 7% مقابل عدد الكتابات التي تمجد الهيئة. هل يريد سماحته أكثر من هذا؟ الجزيرة السعودية
Friday, June 15, 2007
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment