Friday, June 15, 2007

عيد الحب والرداء الاحمر محظوران في السعودية





الشباب يتعاطى معها بقاعدة كل ممنوع مرغوب

في خطوة استباقية حذرت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر «الشرطة الدينية» في السعودية اصحاب المحلات التجارية والفنادق والمطاعم والمقاهي... من ابراز اي مظهر من مظاهر الاحتفاء بـ عيد الحب "فالنتاين " يوم 14 فبراير القادم. مهددة بمصادرة كل المواد التي تعبر عن المناسبة ومحاسبة الباعة، ووصلت الامور الى منع بيع كل ما لونه احمر في الأسواق، ومنع ارتداء الملابس ذات اللون الاحمر، او تعليق صور تشير للمناسبة على المركبات.

وصرح المدير العام المساعد لفرع الرئاسة العامة للهيئة بمنطقة الرياض "عثمان بن ناصر العثمان" لجريدة الجزيرة السعودية: ان أعضاء الهيئة سيقومون بجولات ميدانية وقائية في الأماكن التي تكثر فيها المخالفات وخاصة في محلات الهدايا والتحف والمطاعم والفنادق والمقاهي والميادين التي يجتمع فيها الشباب، وذلك للمحافظة على العقيدة. مضيفا بان الهيئة ستقوم بمصادرة الهدايا والتحف الموسومة بوسام هذا العيد الوثني ومحاسبة بائعها ومن يسوقها في المملكة، ومن ذلك ارتداء الفتيات الملابس الحمراء في هذا اليوم والاجتماع على وليمة أو تقديم الدعوات بهذه المناسبة.

وتاتي هذه الحملة التي اصبحت عادة سنوية تطبيقا لدعوة "مفتي الديار السعودية" واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء التي وصفت عيد الحب بأنه "عيد وثني"، وقد أصدرت اللجنة فتوى جاء فيها: ان عيد الحب هو من جنس ما ذكر لأنه من الأعياد الوثنية النصرانية فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفعله أو أن يهنئ بل الواجب تركه واجتنابه استجابة لله ورسوله وبعداً عن أسباب سخط الله وعقوبته، كما يحرم على المسلم الإعانة على هذا العيد أو غيره من الأعياد المحرمة.

الممنوع مرغوب

وأشار عدد من المراقبين والمختصين في الشأن الديني والاجتماعي في السعودية إلى أن انتشار ظاهرة تقليد الغرب ومنها الاحتفاء بعيد الحب يعود إلى أن الشباب بطبيعته لديه طاقة ويحب الحركة وكل ما هو جديد ومثير ويعشق التحدي ويرفض الوصايا والمنع ودائما يعمل بقاعدة "كل ما هو ممنوع مرغوب"، بعيدا عن حقيقة هذا الحدث.

مشيرين إلى أن استخدام أساليب العنف والقوة في المنع يولد حالة من التحدي لدى فالشباب المتعطش لتقليد الغرب ومسايرة شباب العالم إذ إن المناسبة تحولت إلى عالمية. ويؤدي إلى إصرار الشباب على إقامة ما هو ممنوع في الخفاء بعيدا عن العيون، وهذا أمر خطير ومخيف. وان من الأفضل استخدام أساليب الإقناع عبر الحوار والتوعية الصحيحة وتهذيب تلك المناسبات بما يوافق الشرع والعادات وعبر التأكيد على أهمية المحبة والمودة بين أفراد العائلة وبين أبناء المجتمع والوطن والأمة، والمحبة بين سائر أبناء البشرية، وان ابناء الوطن الواحد في الدول العربية والاسلامية بحاجة الى خلق اجواء محبة وسلام وتسامح بدل حالة الاختلاف والانشغال بالطائفية.. كما ان ليس كل ما يأتي من الآخرين سلبي.

بين الرفض والقبول

واختلفت توجهات الشارع السعودي بين مؤيد ومعارض للمناسبة فيما يرى البعض أن عيد الحب مناسبة جيدة للتذكير بقيمة ومعاني الحب والمودة والرحمة بين أفراد العائلة وبين الزوج وزوجته والخطيب وخطيبته، وبين الأخوة في حدود الشرع والعادات والتقاليد، وهي بالتالي مناسبة للقضاء على حالة التشنج وحياة الجفاء التي ترى في التعبير عن كلمات الحب والمودة عيب... وان هذه المناسبة لا تتعلق بشعب او قومية او ديانة محددة بل هي مناسبة لجميع شعوب العالم كالاحتفاء بيوم الام او المعلم وغيرها فهي تدخل من باب المباح الجائز اذا تم الاحتفاء بها بدون ارتكاب محرمات.

بينما هناك فئة ترفض المناسبة جملة وتفصيلا عل أنها مخالفة للشرع الاسلامي لعدم وجود عيد غير عيد الفطر والاضحى، وعادة غربية غريبة دخيلة على المجتمع السعودي الإسلامي، وأنها جزء من عملية الغزو الثقافي للمجتمعات الإسلامية وخاصة الخليجية المحافظة، عبر جذب الشباب لهذه الأفكار الهدامة.

اجواء غير

وقد غابت الأجواء الاحتفالية بعيد الحب هذا العام من الشارع السعودي، ومن الإعلام المحلي الذي تعامل مع المناسبة بتجاهل أو ببرود شديد في محاولة للقضاء على الظاهرة التي بدأت تتصاعد بين فئة الشباب في الأعوام الأخيرة.

كما فرضت فتاوي المؤسسة الدينية في السعودية والحملات الميدانية القوية والمبكرة من قبل الهيئة"الحسبة" نفسها عبر سحب ومنع بيع كل ما لونه احمر من محلات بيع الورود والزينة ومحلات بيع الملابس هذا العام كالاعوام السابقة، و حصر الاحتفاء بالظاهرة على عدد محدود، حيث إن عدد من الشباب ذكور أو إناث اخذوا يحتفلون بالمناسبة كتقليد للغرب، و ركب الموجة العالمية.

الشرقية والخليج

وفي المنطقة الشرقية التي تعتبر من المناطق الأكثر انفتاحا في السعودية، والقريبة جدا من الدول الخليجية مثل البحرين وقطر والإمارات التي تنتشر فيها الأجواء الاحتفالية بالمناسبة العالمية، حيث يجد الشباب السعودي متنفسا هناك... ولهذا يحرص بعضهم «من ابناء المنطقة الشرقية والمناطق البعيدة» على المشاركة والاحتفاء في تلك الدول... رغم الاوضاع السياسية ورياح الفتنة الطائفية التي تهب على المنطقة... و فترة الحداد والعزاء لدى أبناء المنطقة الشرقية ومملكة البحرين بمناسبة احياء ذكرى «ثورة عاشوراء الحسين الدموية» التي تمتد طوال شهر محرم وصفر.

ومع كل ذلك فان موعد مناسبة عيد الحب كانت حاضرة في أذهان الشباب من ذكور وإناث، وتحدث عدد منهم عن المناسبة بارتياح كبير، وعبروا عن فرحتهم بها عبر تبادل معاني الحب والتسامح والمودة «على امل ان تحل محل التشنج الطائفي» ولو كان فقط بالكلام بعيدا عن الهدايا الحمراء، ومنهم من حرص على ركب سيارات ذات لون احمر او ارتداء لباس يحمل لون الحب القرمزي الاحمر.

المدارس وعيد الحب

وتمر المناسبة هذا العام في فترة الاجازة المدرسية في السعودية لتغلق باب الجدال السنوي .. حيث تحولت المدارس العام الماضي إلى منابر إعلامية للمناسبة من خلال الطلبة والطالبات والتهديد والوعيد من قبل إدارة المدارس «وقيام بعض المعلمين أصحاب التوجهات الدينية ... بتهديد الطلبة ومعاقبتهم عند ارتداء أي لباس لونه أحمر من جاكيت أو قبعة أو استخدام أقلام أو كراسات أو شنط ذات تحتوي على لون احمر...!» وكانت الفتيات الأكثر تفاعلا وإقبالا على إحياء المناسبة في أجواء بعيدة عن الاحتفالية ولو كانت على مستوى العائلة.

الأحمر مطلوب

ولقد استعدت محلات بيع الهدايا والورود والحلويات ومحلات الملابس لمناسبة عيد الحب بتوفير كل ما يتناسب مع المناسبة بما لونه احمر...، إلا أن الهيئة قامت بحملة توعوية وتحذيرية، وصلت للملاحقة والمنع بعرض أو بيع أي من هذه المواد، على أساس أنها تخالف الشريعة الإسلامية، ونشرت عدد من رجالها في الأسواق بكثافة، وتوزيع عدد من الفرق التفتيشية والمراقبة في الأماكن التي يتوقع أن تشهد مظاهر احتفالية كالكورنيش والمنتزهات والمجمعات التجارية والأسواق، ويتوقع المراقبون أن يقع اصطدام بين الشباب ورجال الهيئة كما وقع العام الماضي «إذ قبضت هيئة المنطقة الشرقية على مجموعة من الشباب يحتفلون بعيد الحب يرتدون أزياء ذات لون احمر ويحملون ورودا حمراء اللون».

وقد عبر عدد من أصحاب المحلات التجارية وبالذات بيع الهدايا عن استيائهم الشديد من عمل الهيئة «حظر بيع الهدايا الخاصة بالمناسبة ذات اللون الاحمر» إذ إن المنع يكلفهم خسائر كبيرة وضياع موسم مهم نتيجة الاقبال الكبير من الذكور والاناث مواطنين واجانب ومن جميع الشرائح.

فتوى التحريم

أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتوى جاء فيها: أن الأعياد في الإسلام اثنان فقط هما: عيد الفطر وعيد الأضحى وما عداهما من الأعياد سواء كانت متعلقة بشخصٍ أو جماعة أو حَدَثٍ أو أي معنى من المعاني فهي أعياد مبتدعة لا يجوز لأهل الإسلام فعلها ولا إقرارها ولا إظهار الفرح بها ولا الإعانة عليها بشيء لأن ذلك من تعدي حدود الله ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه..، وعيد الحب هو من جنس ما ذكر لأنه من الأعياد الوثنية النصرانية فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفعله أو أن يقره أو أن يهنئ بل الواجب تركه واجتنابه استجابة لله ورسوله وبعداً عن أسباب سخط الله وعقوبته، كما يحرم على المسلم الإعانة على هذا العيد أو غيره من الأعياد المحرمة بأي شيء من أكلٍ أو شرب أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو مراسلة أو إعلان أو غير ذلك لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله والرسول والله جل وعلا يقول:﴿ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب

No comments: