Friday, June 15, 2007
ليس دفاعاً عن المتهم وإنما دفاعا عن الحق
موسى الهاشم - 20 / 2 / 2007م - 12:25 ص
القبض على متهم من المفترض أن يتم وفق قوانين وإجراءات معنية منظمه لذلك ومن ضمنها
القوانين والإجراءات الرسمية والتي تنص على معاملته معاملة حسنة وعدم الإساءة إليه معنويا أو جسديا بل يجب معاملته معاملة البريء، لذا نصت المادة الثانية من نظام الإجراءات الجزائية السعودية على «حظر إيذاء المقبوض عليه جسدياً، أو معنوياً، كما يحظر تعريضه للتعذيب، أو المعاملة المهينة للكرامة».
وبعيد القبض على المتهم بقضايا «الشعوذة والدعارة» بيوم أو يومين تداولت العديد من المنتديات الالكترونية ومواقع الانترنت مقطع فلم ومن المفترض أنه صور بواسطة كاميرا جوال ثم بث فيما بعد على شبكات الانترنت حيث يظهر فيه المتهم بهذه القضايا جالساً داخل إحدى السيارات وبينما يطلب أحد الأفراد منه ذكر: «اسمه» وعندما أجاب المتهم بذكر «اسمه الأول» كرر عليه هذا الشخص السؤال مرة أخرى مؤكداً عليه ذكر «اسمه كاملا» و«اسم بلدته» وفيما بعد أجاب المتهم بذكر «أسمه كاملا» و«ذكر اسم بلدته» بصوت واضح ومسموع كما يظهر المقطع بشكل واضح كيف أن هذا الفرد طلب من هذا المتهم إزالة اللثام «الشماغ» الذي كان المتهم يخفي به وجهه بهدف تصويره.
وسواء كان هذا المتهم بريء أو مذنب فإنه في تلك اللحظة التي كان فيها بيد الأجهزة الأمنية التي ساهمت في القبض عليه «الهيئة» كان من المفترض فيها أن تحافظ على المتهم وتتعامل معه تتم وفق القوانين والإجراءات المنظمة لحين تسليمه لجهات الاختصاص. لذا فإن مسؤولية تصوير هذا المتهم أو السماح لأحد ما بتصويره هو مسؤولية هذه الجهات سواءً كان من قام بهذا العمل أحد أفراد الهيئة أو غيرهم.
وإننا نتساءل ما هي الحكمة وما هي المصلحة من تصوير متهم والطلب منه بتعريف«باسمه» و«أسم أبيه» و«أسم جده» و«اسم عائلته» و«أسم بلدته» والكشف عن وجه ثم بث هذا التصوير فيما بعد على شبكات الانترنت؟
إننا لا نرى في هذا العمل إلا نوع من أنواع الإهانة المعنوية له ولأسرته ولمجتمعه ومن المعروف أنه من المبكر الانتهاء من التحقيقات الجنائية لهذه القضية فضلاً عن صدور حكم يدين أو يبرئ المتهم فكيف يتم التشهير بمتهم بقضية لم تقل المحكمة فيها كلمتها بعد؟ ثم ماذا لو تبين أن هذا المتهم بريء مثلا؟
لا تأتي خطورة هذا العمل من كونه إساءة وانتهاك لحقوق المتهم وأسرته ومجتمعه أو كونه مخالفة صريحة لنظام الإجراءات الجزائية السعودية فقط، بل أن خطورة هذا العمل تأتي ايضاً كونه يأتي في ظروف تشهد فيها المنطقة تجاذبات مذهبية وطائفية مما سوف يعتبره البعض عمل يقصد به الإساءة أو التشهير بمنطقة أو بطائفة معينة.
فتصوير هذا المتهم وبث صوره على شبكات الانترنت الحادثة وفي مثل هذه الظروف تذكرنا بالضجة التي ساهم في تأجيجها مقطع بلوتوث يصور لحظات إعدام صدام بينما يهتف عدد من العراقيين في وجه الذي اعتبره البعض عمل غير قانوني بينما فسره آخرون بأنه عمل يدل على الحقد الطائفي.
المتهم المنظور في هذه القضية مازال متهما ونحن لسنا هنا بصدد الدفاع عنه ولكنه كأي متهم له حقوق وهناك من أنتهك هذه الحقوق ويجب مسائلته ومحاسبته كما يجب أن يساءل ويحاسب كل من ينتهك حقوق الآخرين وفي نفس الوقت وليس من مصلحة أحد أن تخرج هذه القضية أو أي قضية أخرى من إطارها القانوني وتفسيرها ضمن أي إطار آخر ولكن من الواجب علينا في ظل هذه الظروف الحرجة أن نوضح المخاطر الناجمة عن عدم الاحتكام للقانون والعدل الذي من المفترض يعطي أن يعطي كل ذي حق حقه بغض النظر عن جنسه أو لونه أو دينه أو مذهبه.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment