يشتكي الدّكتور رفعت السّعيد الكاتب في جريدة الأهرام ورئيس حزب التّجمّع اليساري المصري، يشتكي من خلال مقالٍ له نشر في 18/11/2006م من أنّ أحد أعضاء حزبه تلقّى ضمن مئات من آلاف المعتمرين نسخة مجّانيّة من كُتيّب بعنوان «كتاب التّوحيد» صادر عن الرّئاسة العامّة لهيئة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر - فرع المدينة المنوّرة - ثمّ يعلّق الدّكتور السّعيد على الكُُتيّب بقوله: «وأرجو أن يأذن لي القارئ أن احتفظ باسم المؤلّف معالي الشّيخ الدّكتور - كما قدّم معاليه نفسه للقارئ - وقد أكدّ زميلنا - والحديث للسّعيد - أنّ آلافًا من نسخ هذا الكتيب وأمثاله قد وُزّعت ولمرّات عديدة على جميع المعتمرين»!!
والكتيب كما يقول عنه الدّكتور السّعيد يعتبر «التّعدّديّة الحزبيّة كفراً وإلحاداً»، وأنّها «مجرّد مكوّنات جاهليّة»، حيث يقول الكتيب في صفحة 54 ما نصّه «الانتماء للأحزاب الجاهليّة كفر وردّة عن دين الإسلام...» ثمّ يلقي الكتيب باللائمة على العالم الغربي الذي استعمر العالم الإسلامي فجعله يخضع «لهذه العصبيّات الدّمويّة - أي رابطة الدّم - والجنسيّة - أي رابطة الجنس- ، والوطنيّة - أي رابطة الوطن، ويؤمن بها كقضيّة علميّة وحقيقة مقرّرة وواقع لا مفرّ منه...». إنّ من يقرأ مثل هذه الأفكار يتبيّن أنّها نقلت حرفيًّا من كتاب «معالم في الطّريق» لسيّد قطب، الذي يعتبره الدّارسون الأب الرّوحي والعقل المُدبّر للإرهاب والتّكفير! ولعلّ أشدّ ما في الكتيب أنّه يصف الرّأسماليّة بأنّها «مذهب إلحادي»، وبرّر ذلك بأنّ «الرّأسمالية همّها جمع المال من أيّ وجه، ولا تتقيّد بحلال أو حرام، ولا عطف ولا شفقة على الفقراء والمساكين، وقوام اقتصادها على الرّبا... إلخ» ص55. إنّ الكاتب يشير بلا مواربة أو مجاملة قائلاً: «هل يمكن تصوّر نوع من المقارنة أو المقاربة بين تلك الآراء التي يردّدها التّكفيريون من أمثال أسامة بن لادن وأيمن الظّواهري وغيرهما والتي تقول بمثل هذا القول الوارد في هذا الكتيب؟ وهل يمكن أن نفكّر في أثر رأي كهذا على كلّ رأسمالي.. أو كلّ من يأخذ بهذه المذاهب الاقتصاديّة...؟! إنّ الكتيب - كما يذكر المؤلّف - يخلو من تاريخ طباعة، وهنا يفترض المؤلّف - وصاحب السّطور معه - بأن يكون الكتيب قد صدر في زمن قديم لم يكن الالتفات فيه إلى خطورة مثل هذه المطبوعات قد استيقظ، ولم تكن المخاطر قد تراكمت.. ولكن لا يمكن لأحد أن ينفي خطورة استمرار توزيعه وبكمّيات كبيرة على حجّاج ومعتمرين جاءوا من كلّ فجٍّ عميق طمعًا ورغبةً في رحمة الله ومزيدًا من الهداية.. وفي النّهاية آمل أن نتأمّل هذه الكلمات التي صاغها الدّكتور السّعيد صياغة المحبّ العاشق لهذا البلد، حيث يقول: «والحقيقة أنّ كتابات كهذه تُغري وتحفّز البعض من شبابٍ غير واعٍ بأمور دينه إلى التّخبّط في مهاوي الإرهاب، فإذا كانت الآليات الرّأسماليّة والتّعامل بها ومعها كفرًا وإلحادًا وردّةً عن الإسلام فكيف نحمي من خطر الإرهاب مؤسّسات تتمدّد على أرض المملكة العربيّة السّعوديّة وتعمل وفق الآليات الرّأسماليّة، سواء كانت شركات أو بنوكاً أو غير ذلك؟ كذلك فإنّ مثل هذه الكتابات تستدعي بالضّرورة تحاملاً غربيًّا ليس على الكتاب ولا كاتبه ولا موزّعه وإنّما - ويا للأسف - على الإسلام الذي يرفض هذه النّزعة التّكفيريّة..»!! هذا كلام محبّ.. فماذا أنتم فاعلون؟!
المدنية المنورة
والكتيب كما يقول عنه الدّكتور السّعيد يعتبر «التّعدّديّة الحزبيّة كفراً وإلحاداً»، وأنّها «مجرّد مكوّنات جاهليّة»، حيث يقول الكتيب في صفحة 54 ما نصّه «الانتماء للأحزاب الجاهليّة كفر وردّة عن دين الإسلام...» ثمّ يلقي الكتيب باللائمة على العالم الغربي الذي استعمر العالم الإسلامي فجعله يخضع «لهذه العصبيّات الدّمويّة - أي رابطة الدّم - والجنسيّة - أي رابطة الجنس- ، والوطنيّة - أي رابطة الوطن، ويؤمن بها كقضيّة علميّة وحقيقة مقرّرة وواقع لا مفرّ منه...». إنّ من يقرأ مثل هذه الأفكار يتبيّن أنّها نقلت حرفيًّا من كتاب «معالم في الطّريق» لسيّد قطب، الذي يعتبره الدّارسون الأب الرّوحي والعقل المُدبّر للإرهاب والتّكفير! ولعلّ أشدّ ما في الكتيب أنّه يصف الرّأسماليّة بأنّها «مذهب إلحادي»، وبرّر ذلك بأنّ «الرّأسمالية همّها جمع المال من أيّ وجه، ولا تتقيّد بحلال أو حرام، ولا عطف ولا شفقة على الفقراء والمساكين، وقوام اقتصادها على الرّبا... إلخ» ص55. إنّ الكاتب يشير بلا مواربة أو مجاملة قائلاً: «هل يمكن تصوّر نوع من المقارنة أو المقاربة بين تلك الآراء التي يردّدها التّكفيريون من أمثال أسامة بن لادن وأيمن الظّواهري وغيرهما والتي تقول بمثل هذا القول الوارد في هذا الكتيب؟ وهل يمكن أن نفكّر في أثر رأي كهذا على كلّ رأسمالي.. أو كلّ من يأخذ بهذه المذاهب الاقتصاديّة...؟! إنّ الكتيب - كما يذكر المؤلّف - يخلو من تاريخ طباعة، وهنا يفترض المؤلّف - وصاحب السّطور معه - بأن يكون الكتيب قد صدر في زمن قديم لم يكن الالتفات فيه إلى خطورة مثل هذه المطبوعات قد استيقظ، ولم تكن المخاطر قد تراكمت.. ولكن لا يمكن لأحد أن ينفي خطورة استمرار توزيعه وبكمّيات كبيرة على حجّاج ومعتمرين جاءوا من كلّ فجٍّ عميق طمعًا ورغبةً في رحمة الله ومزيدًا من الهداية.. وفي النّهاية آمل أن نتأمّل هذه الكلمات التي صاغها الدّكتور السّعيد صياغة المحبّ العاشق لهذا البلد، حيث يقول: «والحقيقة أنّ كتابات كهذه تُغري وتحفّز البعض من شبابٍ غير واعٍ بأمور دينه إلى التّخبّط في مهاوي الإرهاب، فإذا كانت الآليات الرّأسماليّة والتّعامل بها ومعها كفرًا وإلحادًا وردّةً عن الإسلام فكيف نحمي من خطر الإرهاب مؤسّسات تتمدّد على أرض المملكة العربيّة السّعوديّة وتعمل وفق الآليات الرّأسماليّة، سواء كانت شركات أو بنوكاً أو غير ذلك؟ كذلك فإنّ مثل هذه الكتابات تستدعي بالضّرورة تحاملاً غربيًّا ليس على الكتاب ولا كاتبه ولا موزّعه وإنّما - ويا للأسف - على الإسلام الذي يرفض هذه النّزعة التّكفيريّة..»!! هذا كلام محبّ.. فماذا أنتم فاعلون؟!
المدنية المنورة
No comments:
Post a Comment