يوسف السيهاتي * - 28 / 4 / 2006م
الحرم الجامعي وما يحتضنه من موارد بشرية وممتلكات له صفة اعتبارية محترمة لدى جميع السلطات المتعددة داخل اي حكومة في العالم لما يحمله من وظائف راقية وحساسة لها إتصال وثيق بسلك التعليم والثقافة والمعرفة ومن يتجاوز هذه الصفة الإعتبارية يعد إنسان متعدي لا يحترم القانون العام في الدولة، خصوصا عندما يتم هذا التجاوز في ظل مجتمع ودولة تطبق التعاليم الدينية كمنهج وتحترم العادات والتقاليد العربية الاصيلة.
إن ما حدث في يوم الثلاثاء المنصرم بواسطة جلاوزة يتسترون تحت عباءة وسلطة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمدينة الرياض حيث تم اختطاف طالبة جامعية من مدينة سيهات تدرس في السنة الأولى بجامعة الملك سعود بالرياض وقد تم وضعها في سيارة الهيئة بسلطة القوة والجبروت كما تعرضت للضرب والإهانة والتنكيل دون علم ادارة الجامعة التي تقع بالعاصمة الرياض ودون اخبار ولي أمرها إلا في وقت متأخر بعد أن تم استجوابها وإهانتها أمام مجموعة من اصحاب اللحى الطويلة بأحد مراكز الهيئة المغلقة ولم يخجلوا برهة واحدة وهم يمارسوا المحاججة واللجاجة الطائفية المذهبية على فتاة صغيرة لم يتعدى عمرها سن التاسعة عشر.
وبعد ان كتبوا تقريرهم المتكامل بكل معاني الطائفية والحقد الدفين على الاقلية الشيعية بوطننا الذي طالما اشهر راية الحوار الوطني نحو الإصلاح وبعد أن نفثوا كل كلمة حاقدة بحق تلك الطالبة التي لا حول لها ولا قوة معزولة بالكامل عن اهلها وذويها وعشيرتها وعن جميع مفاهيم حقوق الإنسان والحيوان في آن واحد!! رموا بها في سجن الإصلاحية بالرياض ولم يضعوا اي اعتبارا أو قيمة لكيان الجامعة وابنائها فهم بالنسبة لاصحاب الهيئة في مصاف المجرمين والسراق والخونة وإن دل هذا إنما يدل على مستوى النوايا والترسبات الدفينة داخل قلوب ونفوس مرتكبي هذه الجريمة النكراء ممن يدعون انهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وهم للمنكر اقرب.
إن هذه الحادثة ليست الاولى ولن تكون الأخيرة ما دمنا نمارس حالة الصمت المميت امام هذه التجاوزات الرعناء وقد تمادى الأمر ان يصل إلى الفتيات دون خجل أو حياء ممن يدعون حفظ العفة والطهارة من افراد الهيئة واصبح كل فرد شيعي محل تهمة وتشويه دون ان يحظى بالأمان وحقوق المواطنة والتعايش السلمي الذي طالما تم اشهاره في انفاق ودهاليز الحوار الوطني الذي احتضنته اعلى سلطة سياسية في البلاد.
إن من البديهيات الأخلاقية ان يتم اخذ اذن مديرة الجامعة واحترام صلاحيات الطاقم الإداري بالجامعة قبل ممارسة عملية الإختطاف الاثمة ونقول لمن هو مسئول لدى الحكومة بشتى مناصبهم الرسمية إن ممارسة الإختطاف بالقوة والإهانة يتعارض مع النهج السماوي المقدس الذي اتى به الحبيب المصطفى محمد وإذا كنا ندعي أننا مسلمون فكيف يحدث ذلك بيننا وفي قلب العاصمة الرياض وتحت عباءة هيئة تدعي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!!!
إن هذه الحادثة تعد قضية حقوقية بالدرجة الأولى فهو تعدي على ابناء الوطن دون وجود اي صفة للمحاماة او الدفاع عن النفس امام جموع متكالبة بصفة طائفية متضخمة وهو تعد على أبناء الحرم الجامعي دون علم إدارة الجامعة الموقرة ودون وضع اي قيمة قانونية لها وهو تعد على معاني حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية وبالتالي هو تعد على حق المواطنة بالعيش السلمي داخل المنظومة الإنسانية.
إننا ندعوا أهالي وعشيرة وذوي هذه الفتاة بطرح قضية جنائية حقوقية ضد كل من شارك في هذه الجريمة النكراء ورفعها إلى أعلى سلطة رسمية كما ندعوا جميع اولياء الأمور لجميع طالبات جامعة الملك سعود بالرياض باللقاء مع ادارة الجامعة وامارة مدينة الرياض والمناقشة الجادة في وضع حد لمثل هذه التجاوزات ومعاقبة المتسببين بذلك ووضع ضمانات مستقبلية حتى لا تتكرر مثل هذه القضايا التي تخل بالأمن الوطني وكذلك ألامن العام بين جميع الطوائف داخل المملكة العربية السعودية في وقت نحن أحوج إليه للتكاتف والتعاون ضد من يفتك بوطننا الحبيب ويمارس الإرهاب بكل انواعه واشكاله فلعنة الله على الفرقة الضالة التي طالما خانة العهود والمواثيق واذلت البلاد والعباد أمام العالم بأسره.
No comments:
Post a Comment