9 / 4 / 2005م
محمد علي الموسى
تفيد الأنباء الواردة من المدينة المنورة أن الشرطة الدينية في الحرم المدني الشريف القت القبض يوم أمس الجمعة 29 صفر 1426هـ الموافق 8 أبريل 2005م على السيد «محمد علي الموسى» (34 سنة) موظف في شركة أهلية تابعة لمصلحة المياه، من سكان مدينة صفوى «محافظة القطيف» شرق السعودية لأسباب لا تبدو مبررة في نظر المراقبين.
وفي التفاصيل أن السيد الموسى كان برفقة مجموعة من الأصدقاء والأهل في زيارة للمرقد الشريف للرسول الأكرم بالمدينة المنورة، وفي الوقت الذي كانوا يقومون فيه بأداء مراسم الزيارة في البهو الداخلي للحرم دنى منهم أحد أفراد الشرطة الدينية «المطاوعة» وطلب منهم بعنف بأن يخرجوا من الحرم وإلا فلا يلومو الا أنفسهم!!
هذا وقد اتصلت «شبكة راصد الأخبارية» بالسيد محمد علي الموسى، الذي روى لنا ما حدث بالقول «كنت برفقة مجموعة من الأصدقاء في الثانية ظهراً من يوم الجمعة نقوم بأعمال الزيارة للرسول الأكرم تحت المظلة الداخلية في الحرم الى أن حضر لنا أحد «المطاوعة» وأمرنا بعنف بالخروج فوراً من الحرم.. ثم وجه لنا تهديداً قاسياً بأنه أن بقينا في المكان فلن يحصل لنا طيب»، ثم يكمل وصف الحدث زميل الموسى السيد وديع حسن الشلاتي (28) موظف حكومي في بلدية صفوى، من سكان مدينة صفوى بالقول «عندما أمرنا المطوع بالخروج من الحرم تحت تهديد افتعال مشكلة لنا.. فضلنا الخروج من الحرم تجنباً لإثارة أي ضوضاء داخل الحرم الشريف تقديراً لحرمة المكان المقدس».
في ذلك الوقت وأثناء خروج المجموعة من الحرم الشريف حدث ما لم يكن في الحسبان كما يروي السيد الموسى«كنا خارجين جميعاً من باب جبريل حينها وجدت نفسي أقول لا شعورياً رداً على المعاملة المهينة التي عوملنا بها في حرم الرسول الأكرم ونحن من زواره ، فقلت بصوت مسموع «أشكيك يا رسول الله» فلم أكمل كلمتي تلك حتى انقض عليّ أحد رجال الهيئة والقى القبض عليّ بعنف وشدة».
ثم يكمل الموسى بالقول «اقتادني المطوع بقسوة نحو مكتب الهيئة التابع للحرم المدني الشريف، وهناك أخذ مدير المكتب يوبخني بشدة ويطالبني بالحاح وقسوة بتفسير تلك الكلمة التي تفوهت بها، وما قصدي منها، فلم أملك تحت هذا الضغط والتوبيخ الذي دام ساعتين تقريباً الا القول بأني تفوهت بذلك خطأ،ً لكنهم استمروا في الضغط علي بالفاظ خشنة بغرض اعطائهم مبرراً لتفوهي بالكلمة تلك، حتى قرروا في الساعة الرابعة مساءً تحويلي الى شرطة الحرم».
ويصف السيد الموسى ما واجهه في شرطة الحرم بالقول «قي شرطة الحرم كانت أخلاق الموجودين هناك أهون بكثير، الا أنهم قالوا لي بأن ليس لدينا ما نفعله لأجلك، سنقوم بتحويلك على الشرطة المركزية بالمدينة المنورة، وهناك يتم البتّ في أمرك».
ويمضي السيد الموسى في سرد حكايته لـ «شبكة راصد الأخبارية» قائلاً «في الشرطة المركزية ابتليت بضابط خفر عنيف جداً وبذيء في الفاظه، وقد كرر معي ذات الخشونة التي لاقيتها في مكتب الهيئة لدرجة ما أن قلت له أن تلك الكلمة «الشكوى» خرجت مني عفوياً، حتى تلفظ عليّ بكلمات بذيئة وأمرني بمواجهة الجدار وأمر أحد العسكر بتقييدي بالحديد، ثم أمر في الخامسة والنصف مساءً بتحويلي مقيداً الى هيئة الرقابة والإدعاء العام بالمدينة المنورة».
في هيئة الرقابة والإدعاء العام تم التحقيق مع السيد الموسى كما يصف بالقول «في هيئة الرقابة والادعاء العام تم ايداعي الحجز فور وصولي هناك وكان ذلك بحلول المغرب تقريباً، وقد بقيت في الحجز حتى الساعة التاسعة والربع مساءً حين بدأ التحقيق معي. عندها أجرى التحقيق معي شخص مدني ووجه لي عدة أسئلة حول معنى تلك الشكوى التي أطلقتها عند مرقد الرسول الأكرم ، وأعاد علي السؤال أكثر من مرة طالباً تفسيراً لذات الكلمة «أشكيك يا رسول الله» فقلت له لا أقصد بها شيئاً وقد خرجت تلك الكلمة مني عفوياً، ثم طلب مني مصارحته ما اذا كنت من اتباع المذهب الشيعي أم أي مذهب آخر.. فأجبته بأني شيعي المذهب».
ويضيف السيد الموسى القول «انتهى معي التحقيق في هيئة الرقابة والادعاء العام بعد نصف ساعة فقط، بعدها أفادني المحقق بأنه سيصدر أمراً بإطلاق سراحي فوراً.. على أن يتم اعادتي مرة أخرى للشرطة المركزية لانهاء باقي الاجراءات.. وهذا ما حصل بالفعل حيث حضرت سيارة من الشرطة واقتادوني مقيداً برفقة شخص آخر من الأحساء يدعى عبد الله الحمد (59 سنة) القي القبض عليه لسبب مشابه أيضاً، اقتادونا الى مقر الشرطة المركزية وهناك تمت كفالتنا نحن الإثنين من قبل الصديق وديع الشلاتي وخرجنا في العاشرة مساء بعد ساعات طويلة من «البهذلة» في المخافر للسبب الذي تعرفون».
No comments:
Post a Comment