في الوقت الذي تحشد فيه قوى عظمى قواتها في المنطقة استعداداً للشروع في (سايكس بيكو) جديدة لإعادة صياغة الشرق الأوسط، تحشد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية كل طاقاتها ورجالها و(جموسها) وعيونها لمصادرة أي وردة حمراء يتم بيعها أو تداولها في محال الهدايا.
ويكرس رجال الهيئة لهذا الهدف النبيل كل مورثات عداوة المجتمع التي تنتقل من (جمس) إلى (جمس) بشكل حيوي وفعّال.. مثل البكتيريا !، ويشرعون في تنفيذ ذلك بحماسٍ منقطع النظير، فإذا سحق أحدهم وردةً بقدمه.. فكأنه سحق ترقوة شارون !، وإذا أغلقوا محل هدايا يرتزق منه صاحبه.. فكأنما أغلقوا مبنى الكنيست اليهودي، وإذا زجوا في السجن بشابٍ جريمته أن قلبه ينبض.. فكأنما أسروا عقيداً في جيش الدفاع الإسرائيلي، و.. أهل العقول في راحة !.
وعندما يتحوّل الورد في بلادنا.. إلى ممنوعات !، هل يوجد شك في أن فطرتنا تسافر عكس تيار الطبيعة ؟!، وهل يمكن تبرير هذه العداوة المطلقة، والحرب المقدسة، التي يشنُّها رجال الهيئة على مظاهر عيد الحب بتبريرات مقبولة؟، غير التبرير السيكولوجي الواضح جداً من تصرفاتهم !، والذي تساعدهم السلطة الممنوحة لهم على إبرازه.. وتعريته.. بكل فخر !
من الواضح أن الأمر يتجاوز بكثير (محاربة البدع) لأن هذه البدعة بالذات (إذا صح تعبير البدعة) تكاد تكون الأكثر إقلاقاً لمضاجع رجال الهيئة، أكثر من الشعوذة والسحر والمخدرات واللواط و غيرها.. لماذا؟، هل لأن الأمر يتعلق بالجمال ، ويعكس السعادة ، ويلوّن الحياة ، هذه المظاهر كلها هي التي تثير حساسية العداوة الاجتماعية .. تماماً كما يثير الغبار.. مرضى الربو
لماذا كل المحاولات الكبيرة لتشويه صورة عيد الحب في بلادنا، وإلصاقه بقصة القسيس (فالنتاين) ، ((لاحظوا الزج بالمعتقد والدين في كل شيء .. وكأن القسيسين والرهبان هم شياطين دميمة !.. وليسوا أناس ينادون بالطهر والنقاء في المجتمعات المسيحية ))، لماذا دائماً تسعى الثقافة الوهابية إلى محاكمة كل حدث محاكمة عقائدية ؟!، لماذا هذا الشبق الكبير نحو التكفير.. والتشكيك في صحة العقيدة.. وسلامة المعتقد !!!، ولماذا الاعتقاد الجازم أن كل وردة حمراء يتبادلها عاشقان تعتبر وثناً صغيراً يعبدانه معاً.. ويستحقان عليه العقوبة !!
هل ما زال هناك مجتمع في العالم يعتبر الحب جنحة.. إلا نحن؟
الأطفال الذين يولدون في أسر موبوءة بهذه المزايدة الدينية عل كل شيء.. كيف ستكرس في صدورهم الغضة صورة الحب؟، مظاهره.. ألوانه.. جمالياته؟، هذا التشويه الكبير للفطرة الإنسانية النزاعة للحب.. والعطاء.. والجمال.. إلى أين سيؤدي بنا ؟، عندما يصبح الخلل.. هو الأصل !، والأصل.. هو الخلل !، ويبرر ذلك رجال الهيئة بما آتاهم السلطان من سلطة على الشعب.. لا يصل إليه أذاها، هؤلاء الرجال.. بحياد تام.. عندما يعتقدون أنهم يتقربون إلى الله بقتل الفرحة في صدور الأحباب، ومصادرة الورود، وتشويه الحب.. أليسوا مختلين نفسياً ؟!
كم من المخالفات الإنسانية يرتكبها رجال الهيئة كل يوم ؟
كم من الحريات يخنقون ؟
وكم من الأحلام يقتلون ؟
وكم من الورود يسحقون ؟
وكم من الفضائح ينشرون ؟
وإلى متى تستمر هذه الفاشية في بلادنا !، لماذا يصبح الفكر لباساً موحداً يفصلونه هم.. ويلبسه الجميع.. مثل ملابس المساجين ؟..
إلى متى يُغلِّف هؤلاء كل إحباطاتهم النفسية، واضطهاداتهم الاجتماعية .. بغلاف الدين، ويتخذونه وسيلة لتعويض الفجوات الكبيرة في نفوسهم ؟، وسيلة شرعية.. مجازة من قبل السلطة، وموجهة نحو الشعب الذي لا يملك أن يختار.. ولا يستطيع أن يشتري وردة حمراء في يوم 14 فبراير !
عيد الحب بدعة.. لأنه جاء من الغرب !!
بينما اليوم الوطني.. ليس بدعة !
والسلام الملكي الذي يطنطن في آذاننا كل يوم.. ليس بدعة !
و..
ما الفائدة من الجدل العقيم معهم.. إذا كانت الوهابية من أكثر التيارات الفكرية في العالم التي طوّرت لنفسها (بعبقرية ) حجراً صلداً مثل ظهر السلحفاة تستطيع أن تعيش بداخله في معزل عن كل شيء !، الحقيقة.. والحضارة.. والفكر.. والفلسفة..
أليس ما يفعلونه الآن من الهيمنة الدينية على الفكر هي تطبيقاً واضحاً لنبوءة الرسول الكريم ((لتتبعن سنن من كان قبلكم))، هل سمع بابوات الكنيسة قبلهم لصوت الشعب في أوروبا العصور الوسطى.. حتى يسمع هؤلاء؟، وهم يسيرون على خطى الكنيسة القديمة دون أن يشعروا.. ((صم بكم عمي))، و ﴿ الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ﴾ !
هابي فالنتاين للجميع !
وكل عيد ونحن.. أحرار !
ويكرس رجال الهيئة لهذا الهدف النبيل كل مورثات عداوة المجتمع التي تنتقل من (جمس) إلى (جمس) بشكل حيوي وفعّال.. مثل البكتيريا !، ويشرعون في تنفيذ ذلك بحماسٍ منقطع النظير، فإذا سحق أحدهم وردةً بقدمه.. فكأنه سحق ترقوة شارون !، وإذا أغلقوا محل هدايا يرتزق منه صاحبه.. فكأنما أغلقوا مبنى الكنيست اليهودي، وإذا زجوا في السجن بشابٍ جريمته أن قلبه ينبض.. فكأنما أسروا عقيداً في جيش الدفاع الإسرائيلي، و.. أهل العقول في راحة !.
وعندما يتحوّل الورد في بلادنا.. إلى ممنوعات !، هل يوجد شك في أن فطرتنا تسافر عكس تيار الطبيعة ؟!، وهل يمكن تبرير هذه العداوة المطلقة، والحرب المقدسة، التي يشنُّها رجال الهيئة على مظاهر عيد الحب بتبريرات مقبولة؟، غير التبرير السيكولوجي الواضح جداً من تصرفاتهم !، والذي تساعدهم السلطة الممنوحة لهم على إبرازه.. وتعريته.. بكل فخر !
من الواضح أن الأمر يتجاوز بكثير (محاربة البدع) لأن هذه البدعة بالذات (إذا صح تعبير البدعة) تكاد تكون الأكثر إقلاقاً لمضاجع رجال الهيئة، أكثر من الشعوذة والسحر والمخدرات واللواط و غيرها.. لماذا؟، هل لأن الأمر يتعلق بالجمال ، ويعكس السعادة ، ويلوّن الحياة ، هذه المظاهر كلها هي التي تثير حساسية العداوة الاجتماعية .. تماماً كما يثير الغبار.. مرضى الربو
لماذا كل المحاولات الكبيرة لتشويه صورة عيد الحب في بلادنا، وإلصاقه بقصة القسيس (فالنتاين) ، ((لاحظوا الزج بالمعتقد والدين في كل شيء .. وكأن القسيسين والرهبان هم شياطين دميمة !.. وليسوا أناس ينادون بالطهر والنقاء في المجتمعات المسيحية ))، لماذا دائماً تسعى الثقافة الوهابية إلى محاكمة كل حدث محاكمة عقائدية ؟!، لماذا هذا الشبق الكبير نحو التكفير.. والتشكيك في صحة العقيدة.. وسلامة المعتقد !!!، ولماذا الاعتقاد الجازم أن كل وردة حمراء يتبادلها عاشقان تعتبر وثناً صغيراً يعبدانه معاً.. ويستحقان عليه العقوبة !!
هل ما زال هناك مجتمع في العالم يعتبر الحب جنحة.. إلا نحن؟
الأطفال الذين يولدون في أسر موبوءة بهذه المزايدة الدينية عل كل شيء.. كيف ستكرس في صدورهم الغضة صورة الحب؟، مظاهره.. ألوانه.. جمالياته؟، هذا التشويه الكبير للفطرة الإنسانية النزاعة للحب.. والعطاء.. والجمال.. إلى أين سيؤدي بنا ؟، عندما يصبح الخلل.. هو الأصل !، والأصل.. هو الخلل !، ويبرر ذلك رجال الهيئة بما آتاهم السلطان من سلطة على الشعب.. لا يصل إليه أذاها، هؤلاء الرجال.. بحياد تام.. عندما يعتقدون أنهم يتقربون إلى الله بقتل الفرحة في صدور الأحباب، ومصادرة الورود، وتشويه الحب.. أليسوا مختلين نفسياً ؟!
كم من المخالفات الإنسانية يرتكبها رجال الهيئة كل يوم ؟
كم من الحريات يخنقون ؟
وكم من الأحلام يقتلون ؟
وكم من الورود يسحقون ؟
وكم من الفضائح ينشرون ؟
وإلى متى تستمر هذه الفاشية في بلادنا !، لماذا يصبح الفكر لباساً موحداً يفصلونه هم.. ويلبسه الجميع.. مثل ملابس المساجين ؟..
إلى متى يُغلِّف هؤلاء كل إحباطاتهم النفسية، واضطهاداتهم الاجتماعية .. بغلاف الدين، ويتخذونه وسيلة لتعويض الفجوات الكبيرة في نفوسهم ؟، وسيلة شرعية.. مجازة من قبل السلطة، وموجهة نحو الشعب الذي لا يملك أن يختار.. ولا يستطيع أن يشتري وردة حمراء في يوم 14 فبراير !
عيد الحب بدعة.. لأنه جاء من الغرب !!
بينما اليوم الوطني.. ليس بدعة !
والسلام الملكي الذي يطنطن في آذاننا كل يوم.. ليس بدعة !
و..
ما الفائدة من الجدل العقيم معهم.. إذا كانت الوهابية من أكثر التيارات الفكرية في العالم التي طوّرت لنفسها (بعبقرية ) حجراً صلداً مثل ظهر السلحفاة تستطيع أن تعيش بداخله في معزل عن كل شيء !، الحقيقة.. والحضارة.. والفكر.. والفلسفة..
أليس ما يفعلونه الآن من الهيمنة الدينية على الفكر هي تطبيقاً واضحاً لنبوءة الرسول الكريم ((لتتبعن سنن من كان قبلكم))، هل سمع بابوات الكنيسة قبلهم لصوت الشعب في أوروبا العصور الوسطى.. حتى يسمع هؤلاء؟، وهم يسيرون على خطى الكنيسة القديمة دون أن يشعروا.. ((صم بكم عمي))، و ﴿ الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ﴾ !
هابي فالنتاين للجميع !
وكل عيد ونحن.. أحرار !
محمد حسن علوان، روائي سعودي
No comments:
Post a Comment