سؤالان لهيئتي جدة والقطيف:أم يسافرون إلى الرياض؟

قينان الغامدي * - « صحيفة الوطن السعودية » - 31 / 10 / 2006م





في ليلة عيد الفطر المبارك تداول بعض الناس في جدة خبراً مفاده أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمحافظة منعت أرباب بيع المأكولات الشعبية والحلويات من الغناء بالأهازيج الشعبية الخاصة بفرحة العيد. ولم أصدق فأنا أعيش في جدة منذ أكثر من عشرين سنة وأعرف أن هؤلاء الباعة وخاصة في المنطقة المركزية في جدة التاريخية، وما حولها لا يكفون عن ترديد هذه الأهازيج في ليالي رمضان، ويضيفون إليها في الليالي الأخيرة ما يتناسب واستقبال العيد.

وهي أهازيج شعبية يرددها هؤلاء الباعة الذين يحرصون على ارتداء الزي الحجازي التقليدي للترويج لبضائعهم ولإحياء هذا التراث القديم، بل أصبحت هذه الأهازيج ومرددوها من لوازم هذه المنطقة التاريخية في مثل هذه الأوقات من كل عام لدرجة أن هناك كثيرين يزورونها للفسحة والفرجة والترويح عن النفس، وليس للشراء بالدرجة الأولى. فما الذي يدعو الهيئة لمنعهم؟ لم أصدق الخبر، لكنني وجدته متداولاً - أيضاً - على الشبكة العنكبوتية، فرأيت من المناسب سؤال أصحاب الشأن وهم إدارة الهيئة بجدة فإن كان الخبر شائعة تم الترويج لها، فلا بد أن توضح الهيئة وتكذبها حتى لا تكبر وتتضخم وتصبح كأنها حقيقة إذ لا يدحض الشائعة إلا المعلومات المعلنة، وإن كان الخبر صحيحاً فلابد أن لدى الهيئة وجهة نظر يحسن تعريف الناس بها، وتنويرهم بالمنكرات التي أفضت إلى منع هذه الأهازيج.

ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد وردتني رسالة يقول كاتبها إن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القطيف منعت عرض مسرحية نسائية عنوانها (قيس وليلى 2006) وهي مسرحية منظماتها وممثلاتها ومن كان سيحضرها كلهن نساء ليس بينهن ولا حولهن رجل واحد.

ولم أصدق أيضاً، ولاسيما أن مهرجان الرياض الذي كتبت عنه يوم أمس تضمن مسرحية نسائية بنفس هذه المواصفات، ولم يجد أحد فيها أي مخالفة شرعية، ولذا رأيت أن أسأل هيئة القطيف بنفس الطريقة التي سألت بها هيئة جدة عن الأهازيج، وقد يقول قائل - وهذا متوقع - لماذا لم تسأل الهيئتين بينك وبينهما، ومن يقول هذا فهو بطبيعة المهنة - في نظري - غير محق، لأن الهيئتين الموقرتين لابد أنهما سمعتا بما يتم تداوله عن الخبرين أو أنهما قرأتا ما يتم تداوله عنهما على الإنترنت، ومن واجبهما التوضيح، ومن واجبي أن أسأل في العلن لا في السر، فالأمر يعني الشعب السعودي كله، ولاسيما أنني طالبت أمس بتعميم مهرجان الرياض على جميع المناطق، بل ورجوت أمانة الرياض أن تجعله أسبوعياً، فكيف يتم الجمع بين مطالبتي وبين منع الأهازيج والمسرحية إن صدق الخبران.

لابد أن يطمئن الناس، هل من حقهم أن يفرحوا فيرفهوا عن أنفسهم في مناطقهم، أم يشدوا الرحال إلى الرياض؟