ميثم محمد الجشي 27 / 4 / 2006م
كثيرة هي التعليقات التي أدرجت تحت خبر اختطاف أمينة على أيدي الشرطة الدينية المسماة بالهيئة. وكم هي قاسية ومنطقية تلك التعليقات، ولا أقول أنها اندفاعية أبداً.
أمينة المسكين مواطنة كأي مواطنة سعودية، تحمل اسم هذا البلد في أوراقها الثبوتية، تدرس أمينة في الرياض، بجامعة الملك سعود، ذنب أمينة الوحيد أنها شيعية، ويمكن أن يكون اسم أبيها جعفر هو الآخر ذنب عظيم، لأن هذا يذكر البعض بجعفر الصادق .
أمينة دفعت ثمن جرمها الكبير، فأمينة شيعية، أو «رافضية» حسب تصنيف الشرطة الدينية، وذنب أمينة أنها تعاملت بحسن نية وطيب سريرة مع أختها في الدين، وأجابتها على تساؤلاتها، وذنب أمينة أنها لم ترضخ لإرهاب المطوع في مقر الهيئة، ولم تقر أنها تريد تضليل بنات المسلمين للمذهب الشيعي، وذنب أمينة وكل الشيعة أنها آمنت بما طرحته الدولة وهو الحوار الوطني، وذنب أمينة أنها ترى أن انتمائها لمذهبها ودينها يعادل انتمائها وولائها لوطنها، وذنب أمينة أنها تريد مواصلة رحلة العلم على جدة المصاعب والبعد عن أهلها في الرياض، وذنب أمينة أنها لم تعترف بما أرادها الشيخ أن تعترف به، وذنب أمينه الأول والأخير بأنها شيعية قطيفية.
قصة أختنا أمينة مثال فقط لما يحدث لبناتنا المغتربات في الرياض، فبناتنا في الرياض يعشن حالة عصيبة بين سندان الجامعة، ومطرقة الهيئة، قبل أكثر من عام سحبت أكثر من خمسة عشر طالبة من أمام البوابة الرئيسية للحافلات، لمقر الهيئة، هؤلاء الطالبات كن ينتظرن الحافلة الخاصة بهن لتقلهن إلى مقر سكنهن، وذنب هؤلاء الطالبات أنهن شيعيات قطيفيات.
هذه الحالة المقرفة من الطائفية البغيضة، ومن هذا التمييز المزري الذي يعانيه الطلاب والطالبات الشيعة في الرياض، بدأ في الازدياد عن حدود المعقول، ذنبنا الوحيد أننا شيعة، ولكن قد لا يعلم هؤلاء الجلاوزة الذين قاموا بهذه العملية الإرهابية ضد أختنا أمينة بأننا، أي الشيعة، أكثر وطنية وولاء لهذه الأرض منهم، فنحن لم نقدم لهذه الأرض إلا الحب والوفاء والإخلاص، وفي المقابل لم يقدم هؤلاء ومن هم على شاكلتهم إلا كل ما يزعزع الوحدة الوطنية، وأمن واستقرار البلد.
يا أمينة لا أدري ما أقول أو ما أعتذر به بصفتي كرجل، ولكنك يا أمينة أحسنت ووفيت عن ألف رجل، ولا تعبئي بهذا المقال فكما يقول المثل «حجة البليد، مسح السبورة».
No comments:
Post a Comment