Friday, June 15, 2007

هيئة الأمر تمنع التقاليد الحجازية الاحتفالية في رمضان وعيد جدة






شفاف الشرق الأوسط - « محمود عبدالغني صباغ، من جدة » - 24 / 10 / 2006م



بعد قرار منع القرقيعان في المنطقة الشرقية

قامت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر البارحة «19 اكتوبر 2006» بمنع أرباب بيع المأكولات والحلويات الشعبية عن الغناء وترديد الأهازيج الشعبية، الخاصة بفرحة العيد، وذلك في المنطقة المركزية في جدة التاريخية «البلد».

وتعتبر منطقة «البلد» في جدة؛ المنطقة التي تحتوي على المجاورات والمحلات «الحارات» القديمة التي تشكلت منها المدينة القديمة داخل السور، وتحمل طابعا تجاريا ومعماريا فريدا.

كما تكتسب أهميتها في هذه الأوقات من السنة، حيث تتزايد الحركة التجارية والسياحية، ويزيد الاقبال عليها من أهالي المدينة الأصليين والمقيمين والزوار والمنتهين من قضاء عمرتهم قبيل العودة الى بلدانهم. وتنتشر في هذا الوقت، وباشراف أمانة جدة والبلدية، بسطات بيع الحلويات، وعربات تقديم المأكولات الشعبية، في الهواء الطلق وعلى طول خط شارع الملك عبد العزيز وشارع قابل وزقاق سوق العلوي، وهي عادة يعمد أربابها من ورائها احياء مظهر من مظاهر الحياة الاجتماعية التي كانت سائدة في مجاورات الحجاز، حفاظاً على التقاليد القائمة من الاندثار.

ويقوم أرباب البسطات بارتداء الأزياء الحجازية التقليدية من عمامة ومصنف وبقشة أثناء مباشرة أعمالهم، مقرونة بأداء جماعي أو فردي لوصلات غنائية فلكلورية، لترويج بضاعاتهم من جهة، ولاشاعة أجواء البهجة والسرور في نفوس الحاضرين من جهة أخرى. وهذا تقليد خاص بمحلات منطقة الحجاز يعود لقرون، لم يكن يشكل أي اخلال بالنظام فيما مضى.

العم أمين أبو سبعين، بائع الحلوى السبعيني، خفتت أجواء البهرجة والفرح عن أرجاء بسطته، وقد عبّر عن حسرته وهو يعدّل من عمامته الحجازية البرتقالية اللون، معترضا على قرار المنع، معتبراً أن «هذه طريقة أهل البلد في استقبال العيد منذ ولادته، ولا خطأ فيها».

أحد بائعي «البليلة» عبّر كذلك عن سخطه، رافضا كشف اسمه. الحال ذاته انطبق على بائعي الكبدة المتفرقين.

الأجواء احتفالية، والعادة الحجازية موغلة في القِدم، واللون فلكلوري شعبي لا يحمل في ثناياه أي اخلال بالآداب، والمؤدّون من أهالي البلد القِدام وأغلبهم كسى الشيب سحناتهم البسيطة. إلا أنه يبدو أن هناك ثمة من لا يريد للفرحة أن تشيع؛ من لم يعد يحترم عادات مناطق بكاملها، ولم يعد يحترم كرامة شباب، أو وقار «شيّاب».

No comments: